بل
هم الذين تلاعبوا بها، وأدخلوا فيها الزيادة والنقصان والتحريف.
والقسم
الثاني: تحريف المعنى، وذلك بأن يفسر كلام الله بغير معناه
الصحيح، فيفسر بمعانٍ أخرى لم يُرِدْها الله سبحانه وتعالى.
وهذا
وقع من بني إسرائيل ووقع من هذه الأمة أيضًا، ففيهم مَن فَسَّر كلام الله بغير
معناه وحَرَّف معناه!! مثل تحريف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والفِرَق الضالة
التي تفسر القرآن على حَسَب مذاهبها وأهوائها وأذواقها، والإلحاد في آيات الله سبحانه
وتعالى.
قال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ
عَلَيۡنَآۗ﴾ [فصلت:
40]، يلحدون في آياتنا: يعني يفسرونها بغير معانيها، ويقولون للناس: هذا
تفسير القرآن، وهذا تفسير السُّنة! وهم كاذبون في هذا، كما كان أهل الكتاب الذين قال
الله فيهم: ﴿وَقَدۡ
كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ
بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة:
75] أي: التوراة والإنجيل، يتدارسونهما ثم يُدخلون عليهما التحريف، والعياذ بالله.
فالتوراة
الآن مشحونة بالأكاذيب، والإنجيل أيضًا مشحون بالأكاذيب الباطلة التي نسبوها إلى
الله عز وجل؛ وذلك لقسوة قلوبهم، والعياذ بالله، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم
مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ
عَن مَّوَاضِعِهِۦ﴾ [المائدة: 13]، فهذا نتيجة لقسوة
قلوبهم ﴿ثُمَّ
قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ
قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ
وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا
لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا
تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 74].
ثم قال سبحانه وتعالى بعدها: ﴿أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ﴾ [البقرة: 75] يعني: الذين هذه قسوتهم أقسى من الحجارة هل تطمعون في إيمانهم؟! هذا بعيد؛