×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

والصنف الثاني: تظاهروا بالإيمان لأغراض سيئة؛ من أجل أن يخدعوا المسلمين، وينقلوا أخبارهم إلى اليهود، ويجلسوا مع المسلمين على أنهم منهم وهم يريدون بذلك التجسس على المسلمين وأَخْذ أخبار المسلمين لأعدائهم. ويريدون بذلك أن يعيشوا مع المسلمين ويَسْلَم لهم دمهم وأموالهم.

﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا [البقرة: 76]، إذا لَقُوا المسلمين قالوا: آمنَّا برسولكم، وآمنَّا بكتابكم، ونحن إخوانكم، ونحن نعترف بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعترف بأن صفات محمد عندنا في التوراة والإنجيل، نعترف بهذا، ونحن نؤمن به.

فإذا لَقُوا الذين آمنوا من هذه الأمة، قالوا: آمنَّا برسول الله، آمنَّا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وآمنَّا بالقرآن.

﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ [البقرة: 14]. وقال في هذه الآية: ﴿وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ [البقرة: 76] فهم إذا جاءوا مع المؤمنين أظهروا الإيمان. وإذا صاروا مع قومهم من كفار اليهود قالوا: نحن لم نؤمن بمحمد، وإنما خدعنا المسلمين بذلك وإلا فنحن على دينكم وعلى ملَّتكم، لم نتخلَّ عن دين اليهود. هذا نفاق - والعياذ بالله عز وجل -.

﴿وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ خَلَوْا إلى الصنف الآخر الذين لم ينافقوا، ﴿قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ [البَقَرَة: 76].

وفي الآية الأخرى يقول سبحانه: ﴿وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ  [آل عمران: 72].

هذا من نفاقهم أيضًا، أنهم يدخلون في الإسلام ثم يتراجعون عنه من أجل أن يخدعوا المسلمين، ومن أجل أن يقول ضعفاء الإيمان:


الشرح