وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ»([1]).
فهل
عندهم عهد من الله أن الله قال لهم: إنه لا يعذبهم إلا أيامًا معدودة؟ أو هل لهم
عهد عند الله بالأعمال الصالحة والتوبة من الشرك حتى لا يعذبهم؟ ليس لهم عهد عند
الله سبحانه وتعالى.
﴿أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة:
80]، تتقولون على الله الكذب، وأن الله لا يعذبكم في النار إلا سبعة أيام أو
أربعين يومًا كما جاء في التفاسير.
هذا
من القول على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم أعظم من الشرك، قال الله
سبحانه: ﴿قُلۡ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ
وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ
بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف:
33]، فجَعَل القول على الله بلا علم فوق منزلة الشرك؛ لأن الشرك قول على الله بلا
علم، فهو داخل في القول على الله بلا علم.
ولا
يجوز للإنسان أن يقول على الله إلا بدليل من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم. ولا يقول: إن الله سيفعل كذا، أو إن الله أحل كذا أو حَرَّم كذا؛
إلا بدليل من عند الله سبحانه وتعالى، فهم يقولون على الله ما لا يعلمون ومعنى ﴿أَمۡ﴾هنا: «بل»، أي: بل تقولون على الله ما لا تعلمون. لأنهم
ليس لهم عهد عند الله فإنهم يقولون على الله ما لا يعلمون، نسأل الله العافية.
وهذا من جملة أمانيهم، لهم أمانيُّ عريضة!!
([1]) أخرجه: مسلم رقم (93).