×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

من جملتها أنهم يقولون: نحن شعب الله المختار. ما على وجه الأرض من الأولين، والآخرين أفضل منا. ويقولون: ليس علينا في الأميين سبيل. يعني غير اليهود، ليس عليهم فيهم سبيل، فيجوز لهم أن يستخدموهم، ويجوز لهم أن يأخذوا أموالهم، ويجوز لهم أن يهينوهم؛ لأنهم خدم لبني إسرائيل بزعمهم، يقولون: إن الله خلقهم خدمًا لنا، مهما عملنا معهم فإن الله لن يؤاخذنا بذلك؛ لأنهم تحتنا وهم خدم لنا. وهذا لا يزال في اليهود، أنهم يرون أنهم هم أفضل العالم، وأنهم الشعب المختار.

ومن أمانيهم هذه الأمنية، ﴿لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ [البقرة: 80].

ومن أمانيهم أنهم يقولون: ﴿لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ [البقرة: 111]، احتكروا الجنة لأنفسهم، لا يدخلها إلا اليهود أو النصارى، ﴿إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗومن أمانيهم أنهم يقولون: نحن أبناء الله وأحباؤه؛ ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ [المائدة: 18]، هكذا يقولون، هذا من أمانيهم الكاذبة التي مَنَّوا بها أنفسهم كذبًا وزورًا.

ثم قال سبحانه لما ذكر نفيهم وأنهم لن يدخلوا النار إلا أيامًا معدودة، قال الله عز وجل مبطلاً هذه الدعوى: ﴿بَلَىٰۚ [البقرة: 81] ﴿بَلَىٰۚ، هذا نقض للنفي السابق، قال الله: ﴿بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓ‍َٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 81]، سواء من اليهود أو من النصارى أو من غيرهم من العرب أو من العجم، خالدون دائمًا وليس أيامًا معدودات، نسأل الله العافية.


الشرح