فالمسلم
المؤمن الموحِّد، الذي مات على التوحيد وعنده كبائر من الذنوب دون الشرك؛ هذا تحت
مشيئة الله: إن شاء الله غَفَر له ولم يعذِّبه، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يخرجه
من النار ويدخله الجنة.
هذا
مذهب أهل السُّنة والجماعة في أصحاب الكبائر التي دون الشرك. وفي هذه الآية دليل
على هذا القول؛ لأن الله قال: ﴿وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيَٓٔتُهُۥ﴾
[البقرة: 81]، أما المسلم المؤمن الذي عنده حسنات، وعنده سيئات دون الشرك، فهذا
تُرجى له الرحمة وتُرجى له المغفرة، والنجاة من النار يوم القيامة، ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ﴾ [البقرة:
82]، فلا نجاة من النار يوم القيامة إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ
إِلَّا ٱللَّهَ﴾ [البقرة: 83]. هذا أيضًا من
معايبهم؛ أنهم لا يعملون إلا إذا أُخِذ عليهم ميثاق وعهد، لا يعملون إلا بالتهديد،
ولا يمتثلون أوامر الله إلا بتثاقل، وتكاسل، ويؤخذ عليهم العهد والميثاق، ويُهدَّدون
بالعذاب.
أما
أهل الطاعة وأهل الإيمان وأهل التقوى؛ فإنهم يمتثلون أوامر الله ويتجنبون نواهي
الله بمجرد ما تبلغهم أوامر الله ونواهيه، يمتثلونها، ولا يحتاج أنه يؤخذ عليهم
العهد.
لكن
بنو إسرائيل لعجرفتهم وغطرستهم وتكبرهم وعنادهم - صاروا ما يعملون إلا بالتهديد،
وأَخْذ الميثاق، ونَتْق الجبل فوقهم كأنه ظلة، خذوا ما آتيناكم!!
﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾هناك ميثاق أخذه الله على جميع الخلق يوم أن خلقهم أو قبل أن يخلقهم، أَخَذ الله العهد على جميع