الخلق
أن لا يعبدوا إلا الله كما قال سبحانه: ﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ
إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٦٠ وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ
هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ٦١﴾
[يس: 60- 61]، هذا عهد أخذه الله على جميع الخلق.
﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ
ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ
قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا
عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف:
172]، هذا عهد عام على جميع الخلق.
لكن
بنو إسرائيل لم يَكْفِهم هذا العهد، فاحتاجوا إلى أن يؤخذ عليهم عهد آخر؛ وذلك
لتثاقلهم في أوامر الله؛ لأنهم يقولون: نحن أبناء الله، نحن شعب الله المختار، و ﴿لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ
إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ﴾ [البقرة: 80]. فهم يرون أنهم ما هم
بحاجة إلى العبادة والعمل؛ لأنهم شعب الله المختار، وأبناء الله وأحباؤه، وأنهم لن
تمسَّهم النار إلا أيامًا معدودة - كما يقولون - وأنه ﴿لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ﴾
[البقرة: 111]؛ ولذلك صاروا ما يرون الأعمال شيئًا. نسأل الله العافية.
قوله
تعالى: ﴿لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّه﴾
[البقرة: 83] ﴿لَا﴾نافية، و ﴿تَعۡبُدُونَ﴾ فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت
النون، والواو فاعل، كما هو معلوم. فـ ﴿لَا﴾ هنا نافية، وهي بمعنى
النهي، ﴿لَا
تَعۡبُدُونَ﴾أي: «لا تعبدوا» هذا نهي، فهو نفي بمعنى النهي، والنفي
إذا جاء بمعنى النهي فهو أبلغ كما يقول العلماء.
وفي
قراءة: ﴿لا تعبدوا إلا الله﴾ فتكون ﴿لا﴾ ناهية.
وعلى كل حال، الله عز وجل أوجب على بني إسرائيل أن لا يعبدوا إلا الله، وهذا هو معنى «لا إله إلا الله»؛ لأن معنى «لا إله إلا الله»: