لا
معبود بحق إلا الله، ففيها نفي العبادة لغير الله، وإثباتها لله سبحانه وتعالى.
وهذا مأخوذ على اليهود وعلى غيرهم، ﴿لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّه﴾وهذا
هو الذي خُلق الخلق من أجله، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]، الله خلق الجن والإنس لعبادته وحده لا شريك له.
﴿لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّه﴾
[البقرة: 83] بَدَأ بحقه سبحانه وتعالى، ثم ذَكَر حق الوالدين فقال: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ
إِحۡسَانٗا﴾ [البقرة: 83]، هذا هو الحق الثاني بعد حق الله سبحانه
وتعالى، أي: وأَحْسِنوا بالوالدين إحسانًا؛ وذلك لأن الوالدين لهما فضل عظيم على
المولود بعد فضل الله سبحانه وتعالى؛ لأنهما ربَّياه وهو صغير، وقاما بخدمته،
وقاما بالإحسان إليه وهو صغير.
والحاصل:
أن الله ذَكَر حق الوالدين بعد حقه سبحانه وتعالى، وهذا يدل على عِظَم حق الوالدين؛
ولذلك صار العقوق من أكبر الكبائر بعد الشرك، والعياذ بالله.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَبِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النساء:36]
ثم بعد الوالدين ذوو القربى، وهم ذوو الرحم الذين تربطك بهم قرابة من جهة الأب أو
من جهة الأم؛ كالإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وأبنائهم.
هؤلاء هم ذوو القربى، كل من تصلك به قرابة من جهة الأبوين فإنه من ذوي القربى، وله
حق عليك أن تحسن إليه، وتصله.
وقطيعة الأرحام كبيرة من كبائر الذنوب، قال الله سبحانه: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ ٢٢ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ٢٣﴾ [محمد: 22- 23]، نسأل الله العافية.