عدد كبير، ولم يسلم من
اليهود إلا نزر يسير، مَنَّ الله عليهم بالهداية وقبلوا الحق.
﴿فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ [البقرة:
88] أي: فقليلٌ مَن يؤمن منهم بعد لعن الله لهم.
أو
﴿فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ﴾:
أي: إيمانهم قليل، وعندهم كفر كثير، فتجد الواحد منهم عنده إيمان قليل مجمل،
وليسوا مثل الوثنيين والمشركين، بل عندهم شيء من الإيمان، لكن الكفر الذي في
قلوبهم أكثر ﴿فَقَلِيلٗا
مَّا يُؤۡمِنُونَ﴾أي: قليل إيمانهم. وكل هذا بسبب لعنة الله لهم
لما أعرضوا عن قَبول الحق استكبارًا وعنادًا.
فلنحذر
- يا عباد الله - من هذه الآفة، آفة الاستكبار عن الحق، وإيثار الهوى والنفس
والشيطان على قَبول الحق.
ليكن
هَمُّ المسلم قبول الحق متى تبين له الحق أخذ به واتبعه وفرح به، ولا يقابل الحق
بالإعراض والاستكبار.
ونخشى
على بعض الناس الذين هم على معاصٍ وعلى فساد في أعمالهم، إذا جاءهم الناصحون
والوعاظ والدعاة إلى الله؛ استهزءوا بهم، وسموهم المطاوعة، وسموهم المتشددين،
وسموهم... وسموهم... يستهزئون بالدعاة إلى الله، ويستهزئون بأمور الدين، ويقولون: «هذه
قشور» يسمونها قشورًا، إذا نُهِي أحدهم عن حلق لحيته أو عن إسبال ثوبه، أو نُهِي
عن شيء يرتكبه من المعاصي؛ قال: الإسلام ما هو بكذا، الإسلام ما هو هذه القشور،
والإيمان بالقلب. هذا شبيه بقول اليهود.
فعلى المسلم أن يحذر من هذا الأمر، وعليه أن يُعَظِّم أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يقبل الحق.