أنبياء
بني إسرائيل، يقول: ﴿وَمُبَشِّرَۢا
بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ
قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ﴾ [الصف: 6].
﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ﴾
[البقرة: 89] عرفوه بأوصافه التي تنطبق عليه؛ ﴿كَفَرُواْ بِهِۦۚ﴾ [البقرة:
89] وجحدوا رسالته، والعياذ بالله، وهم يعلمون أنه على حق، وأنه رسول الله حقًّا.
﴿فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾
[البقرة: 89] على كل من اتصف بهذه الصفة، ما قال: «لعنة الله على اليهود»
لأنه لو قال: «لعنة الله على اليهود» لاختصت اللعنة بهم، لكن قال: ﴿عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾لتشمل
اليهود وغيرهم ممن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم من جميع البشر، فلعنة الله على
الكافرين بمحمد صلى الله عليه وسلم، فكل مَن لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم
بعدما بلغتة رسالته؛ فإنه قد لعنه الله سبحانه وتعالى. نسأل الله العافية.
وهذا
فيه دليل على: جواز لعن الكفار على العموم، واللعن على
الجرائم والشرك، والكفر. هذا جائز. أما لعن المعيَّن فهذا فيه خلاف بين العلماء.
وهل
اليهود، والنصارى يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم أم يكفرون؟ يكفرون بمحمد صلى
الله عليه وسلم، إذًا هم ملعونون من الله سبحانه وتعالى.
ثم
قال عز وجل: ﴿بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ﴾
[البقرة: 90] يعني: باعوها - والعياذ بالله - للنار.
انظروا،
ما باعوا دُورهم أو باعوا ممتلكاتهم، باعوا أنفسهم، أعز شيء عندهم، باعوها -
والعياذ بالله - للكفر والنار. نسأل الله العافية.
﴿بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ﴾ [البقرة: 90] وهو القرآن، ﴿بَغۡيًا﴾ [البقرة: 90] أي: حسدًا، ﴿أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ﴾ [البقرة: 90]