×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وفضل هذه الصلاة. فكذلك هنا: ﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ [البقرة: 98].

ثم لاحِظوا أيضًا: أنهم ما قالوا: «نعادي ميكال» بل قالوا: «ميكال حبيبنا، وهو الذي نحبه، ولو كان نزل بالقرآن لاتبعناه» ما قالوا: نعادي ميكال أو ميكائيل.

لماذا ذكره الله مع جبريل؟ لأن مَن عادى جبريل فقد عادى ميكائيل الذي يزعمون أنهم يحبونه، كما أنهم عادَوا جميع الملائكة عليهم الصلاة والسلام، فأنتم تزعمون أنكم تحبون ميكائيل، ولكنكم بعدائكم وبغضكم لجبريل صار حبكم لميكائيل كذبًا وافتراء وباطلاً؛ فإنكم لا تحبون ميكائيل وإن زعمتم أنكم تحبونه؛ لأنكم لما أبغضتم وعاديتم جبريل عاديتم ميكائيل.

﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 98]، هذه قاعدة عامة: الله عدو للكافرين.

ومادام الله عدوًّا للكافرين فإنه لا يليق بمؤمن أن يوالي الكافرين، وأن يحب الكافرين. فهذا فيه الولاء والبراء واضح تمام الوضوح، ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ، ولم يقل: فإن الله عدو لليهود. قال: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ ؛ ليعم الحكم كل كافر من اليهود والنصارى... وغيرهم، وإن كان السبب هم اليهود.

لكنه سبحانه عمم الحكم ليبين أن هذا ليس خاصًّا باليهود، بل إن الله عدو لكل كافر، فيجب على كل مؤمن أن يعادي كل كافر على وجه الأرض. فهذه آية عظيمة، فيها أسرار وأحكام عظيمة لمن تأملها!!


الشرح