والسبب
في عداوة الله لهم: هو الكفر؛ لأن الحكم إذا رُتِّب
على وصف، صار هذا الوصف علة له، كما يقول أهل الأصول. فالعلة التي من أجلها عادى
الله الكافرين هي الكفر.
إذن
كل كافر تجب عداوته؛ لأنه عدو لله سبحانه، والله عدو له، فلا يليق بمسلم أن يوالي
كافرًا أو يحب كافرًا أو يناصر كافرًا؛ لأنه عدو لله، وما دام عدوًّا لله فيجب على
المؤمن أن يعاديه.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖۖ﴾
[البقرة: 99]، الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. ولقد أنزلنا إليك أيها
الرسول آيات، وهي القرآن العظيم، بينات ليس فيها غموض، بل واضحة الدلالة، واضحة
المعنى، واضحة الهداية، مشرقة، فيها نور وبرهان، فيها حياة.
هذا
رَدٌّ على اليهود الذين تنقَّصوا القرآن، ورَدٌّ على كل من تنقص القرآن أو قال: إن
القرآن من كلام البشر. أو قال: إن القرآن مخلوق وليس هو كلام الله.
هذه
الآية رد عليه، ﴿وَلَقَدۡ
أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ﴾: دل على
أن القرآن منزل من عند الله جل وعلا، ﴿أَنزَلۡنَا﴾:
«نا» الضمير للعظمة، وهو عائد إلى الله سبحانه وتعالى.
أنزلنا
إليك أيها الرسول، فالقرآن منزل من عند الله، وليس هو من كلام جبريل الذي يقول
اليهود: إنه عدوٌّ لهم. وإنما هو من عند الله جل وعلا.
فالواجب على كل مخلوق أن يؤمن بهذا القرآن؛ لأنه منزل من عند الله، لا من عند غيره، فأنت إذا آمنت بالقرآن آمنت بالله. وإذا عملت بالقرآن أطعت الله جل وعلا. وإذا أطعت الرسول أطعت الله؛ لأنه رسول من