×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

عند الله؛ ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا [النساء: 80].

﴿وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ [البقرة: 99]، أي: بهذه الآيات ﴿إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ [البقرة: 99]، و ﴿ٱلۡفَٰسِقُونَأي: الخارجون عن طاعة الله؛ لأن الفسق معناه: الخروج. فإبليس فاسق؛ لأنه خارج عن طاعة الله؛ ﴿إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ [الكهف: 50]، يعني خرج عن طاعة الله عز وجل.

والفسق في اللغة: هو الخروج، فسقت الثمرة: إذا خرجت من أكمامها ومن غلافها. فالفسق في اللغة: هو الخروج.

وقد يكون فسق كفر، وقد يكون فسق معصية.

فالفسق على قسمين:

الأول: فسق كفر؛ مثل فسق اليهود، وفسق إبليس، وفسق الكافرين. هذا فسق كفر، والعياذ بالله.

الثاني: فسق معصية دون الكفر؛ كالمعاصي، المعاصي كبائرها وصغائرها كلها فسق؛ لأنها خروج عن طاعة الله، الله جل وعلا يقول: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ [الحجرات: 7].

فالفسق ينقسم إلى أكبر، وهو الكفر والشرك. وإلى أصغر، وهو ما لا يُخرج من الملة، لكنه يُنقص الإيمان أو يُنقص كمال الإيمان؛ فإن كانت المعصية كبيرة فإنها تُنقص الإيمان، وإن كانت المعصية صغيرة فإنها تُنقص كمال الإيمان.

وعلى كل حال، المعاصي كلها فسق، والفسق يتفاوت، فمن كفر بالقرآن فهذا فسق أكبر.


الشرح