اليهود
لا يوفون بعهد، وهذا ما يصنعه اليهود في هذا العصر، يعاهدون، ويحضرون في المؤتمرات
الدولية، ويتفقون مع المحاضرين ويتعاهدون، لكن عند التنفيذ يتملَّصون ولا يوفون
بعهدهم، مثلما هو الآن في فلسطين، هذه صفة اليهود، لا تستغرب، يعاهدون في أمريكا
أو أي دولة من الدول، ويوقعون على الاتفاقية بحروفها، ثم إذا جاء التنفيذ تملصوا
منها وراوغوا وأَجَّلُوا.
هذا
مصداق لقوله جل وعلا: ﴿أَوَ كُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ﴾ [البقرة: 100]. عاهدوا الله جل وعلا ولم يفوا بعهدهم.
عاهدوا رسلهم ولم يفوا بعهدهم.
عاهدوا
محمدًا صلى الله عليه وسلم في المدينة، لمَّا هاجر إلى المدينة ودعا اليهود إلى
الإسلام، فأسلم منهم من هداه الله، والأكثر أبوا أن يسلموا.
عَقَد
النبي صلى الله عليه وسلم معهم العهد على أن يقرهم بالمدينة، لكن بشرط أن يدافعوا
مع المسلمين عن المدينة من أرادها بسوء إذا داهمهم عدو، يدافعون عن المدينة،
عاهدوا الرسول على هذا، فلما جاء الأحزاب من الكفار وغزوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في المدينة، ونزلوا عند الخندق؛ خان اليهود، خانوا عهدهم وصاروا مع الكفار ضد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد المؤمنين.
العهد الذي عقدوه أمس نقضوه اليوم، هذه صفة اليهود إلى أن تقوم الساعة، إلا من هدى الله منهم، كما قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ﴾ [آل عمران: 199]، وكما قال الله تعالى﴿وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ﴾ [آل عمران: 75].