إذن
بَطَل قولهم: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾
[البقرة: 91]؛ لأن الذي أُنْزِل عليهم يأمرهم باتباع النبي محمد صلى الله عليه
وسلم.
ولو
كانوا يؤمنون بما أُنْزِل إليهم، لاتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي
هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ
عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ
فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم
بَِٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ ١٥٦ ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا
عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي
كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ
ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٥٧﴾
[الأعراف: 156 - 157].
فبَطَل
قولهم: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا﴾
[البقرة: 91]، وصار كذبًا وافتراء لا حقيقة له.
وأما
قولهم: ﴿قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ﴾ [البقرة:
88]: فيقولون: نحن لا نفقه ما تقول، قلوبنا ما تفقه ما تقول ولا تقبل ما تقول!!
يعتذرون؛ لأن قلوبهم لا تقبل ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا يجب
عليهم اتباعه.
الله
جل وعلا ردَّ عليهم بقوله: ﴿بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ﴾
[البقرة: 88]، فليست قلوبهم ما تفقه ما أُنْزِل على محمد صلى الله عليه
وسلم، هم يفهمون ويعرفون، ولكنهم عاندوا واستكبروا وحسدوا، فعند ذلك طَبَع الله
على قلوبهم بكفرهم، فهم السبب.
ليس
السبب أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ليس واضحًا، أو أنه لا يُفْهَم. بل هو
واضح بلسان عربي مبين.
ولكن السبب هو أن الله لعنهم بسبب كفرهم، وطَبَع على قلوبهم عقوبةً لهم؛ لما لم يؤمنوا به أول مرة، وهم يعرفون أنه حق.