وهناك
ملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم بالليل والنهار، يتعاقبون على بني آدم.
وهناك
ملائكة موكلون بالأجنة في بطون الأمهات.
وهناك
ملائكة موكلون بقبض الروح عند الوفاة، ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا
وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ﴾
[الأنعام: 61]، ﴿رُسُلُنَا﴾ أي:
الملائكة، ﴿وَلَوۡ
تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾
[الأنفال: 50]، هؤلاء الملائكة موكلون بقبض الأرواح، وكبيرهم ملك الموت ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم
مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ﴾
[السجدة: 11]، هذا كبيرهم، وهم معه - الملائكة -.
فالحاصل
أن الملائكة - عليهم الصلاة والسلام - كلٌّ له عمل. وأعظمهم وأكرمهم:
جبريل، الذي وكله الله بالوحي الذي به حياة القلوب. وميكائيل الموكل بالقطر الذي
به حياة الأرض بعد موتها، وحياة النبات. وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور فيحيا
الأموات من قبورهم.
ولهذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد، يفتتح تهجده بهذا
الاستفتاح: «اللهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ»([1])،
فلماذا خصَّ هؤلاء الثلاثة؟ لأنهم موكلون بالحياة، فجبرائيل عليه السلام موكل
بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض بعد موتها،
وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الأموات من قبورهم.
فلذلك خصهم صلى الله عليه وسلم بالذكر في هذا الدعاء العظيم: «اللهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (770).