×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

هذا القرآن ما جاء بشيء يخالف الكتب السابقة التي نزلت على الأنبياء؛ حتى يقولوا: إن هذا القرآن مخالف لما نزل على الأنبياء فلا نتبعه. لو كان كذلك لكان لهم شبهة، لكن القرآن مصدق لما بين يديه، أي: لما سبقه من الكتب، ومتفق معها على التوحيد والعبادة، متفق معها تمام الاتفاق. فهذا علامة على أن هذا القرآن من عند الله عز وجل؛ لأنه موافق لكتب الله. أما لو كان مخالفًا لها، فهذا دليل على أنه ليس من عند الله.

فهذه حجة وبرهان على أن هذا القرآن من عند الله، مصدقًا لما بين يديه. هذه صفة عظيمة من صفات القرآن.

﴿وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَيعني: دلالة على الخير. فالقرآن دال على الخير ومحذر من الشر، فالقرآن هو الدليل الذي من استدل به وسار عليه فإنه يفلح في الدنيا والآخرة، ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠ُ [الإسراء: 9، 10].

فالقرآن هدى كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ [البقرة: 2]، وقال سبحانه: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ [البقرة: 185].

فهذا القرآن أنزله الله لهداية الناس، ودلالتهم على الخير، وتحذيرهم من الشر، فهو النور وهو البصيرة وهو الروح، هذا هو القرآن العظيم، هدًى لأنه يدل على كل خير ويحذر من كل شر.

﴿هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ [النمل: 2]، كما قال تعالى﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا [الإسراء: 9].


الشرح