×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فيجب قتل السحرة وإخلاء المجتمع المسلم منهم ومن شرهم، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ»([1]). وكما فَعَل الصحابة وفي مقدمتهم أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ [البقرة: 102]: بَرَّأ الله نبيه من تعاطي السحر الذي نسبه إليه الشياطين.

ثم قال: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ [البقرة: 102] بَيَّن سبحانه أن السحر من عمل الشياطين، وليس هو من عمل نبي الله سليمان، وإنما الذي أوتيه سليمان عليه السلام هبة من الله جل وعلا، الله هو الذي سَخَّر له هذه الأشياء ومكَّنه منها؛ إجابةً لدعوته: ﴿وَهَبۡ لِي مُلۡكٗا لَّا يَنۢبَغِي لِأَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ [ص: 35].

وفي قوله تعالى: ﴿يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ [البقرة: 102] دليل على أن تعليم السحر كفر. ودليل على أن السحر لا يكون إلا مِن قِبل الشياطين، فالسحرة من بني آدم يتعلمون السحر من شياطين الجن. وهذا نص القرآن الكريم، أن السحر من عمل الشياطين، وليس هو من عمل المسلمين.

وقوله تعالى: ﴿وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ [البقرة: 102]: اختلف المفسِّرون في تفسير هذه الجملة. و«المَلَكان» بفتح اللام، تثنية «مَلَك»:

فقال بعضهم: إنَّ «ما» نافية معطوفة على قوله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ [البقرة: 102]، ﴿وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ [البقرة: 102]، فيكون النفي شاملاً للجملتين؛ يعني أن السحر لم يحصل من سليمان،


الشرح

([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1460)، والدارقطني رقم (3204)، والحاكم رقم (8073).