×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 والساحر كافر؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ [البقرة: 102]. فأخبر سبحانه أن تعليم السحر كفر، وقال: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ [البقرة: 102]. فدلَّ على أن تعلم السحر كفر، فالسحر كفر، تعلمه وتعليمه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ»([1]).

وكتب عمر رضي الله عنه إلى عماله: أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ. قَالَ الرَّاوِي: فَقَتَلْنَا ثَلاَثَ سَوَاحِرَ([2]).

وقَتَلت حفصة أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب زوج الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قَتَلَتْ جَارِيَةً لَهَا سَحَرَتْهَا([3]).

وجندب بن كعب كما مر قَتَل الساحر أمام الناس أو الملأ.

فصح قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

فالواجب أن الساحر يُقتل كفرًا ولا يستتاب؛ لأنه وإن أظهر التوبة فإنه لا يُصَدَّق؛ لأنه زنديق، والزنديق لو تظاهر بالتوبة فإنه لا يترك زندقته ولا يترك سحره. ولأن الصحابة قتلوا السحرة ولم يستتيبوهم.

هذا هو الذي يجب أن يُتخذ مع الساحر، سواء كان سحره تخييليًّا أم كان سحره حقيقيًّا؛ لأجل أن يستريح مجتمع المسلمين من هؤلاء السحرة الدجالين.


الشرح

([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1460)، والدارقطني رقم (3204)، والحاكم رقم (8073).

([2]) أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (28982)، والبيهقي رقم (16498).

([3]) أخرجه: عبد الرزاق رقم (18747)، وابن أبي شيبة رقم (27912)، والطبراني في الكبير رقم (303).