أنه
يقتله وأنه يحييه. فتعجب الناس، فجاء صحابي جليل يقال له: جندب بن كعب الأزدي رضي
الله عنه، وأخفى السيف معه، فلما قرب من الساحر ضربه بالسيف وقطع رأسه، فقال: إن
كان صادقًا فليحي نفسه فبَيَّن للناس أن هذا كذب، وأنه تدجيل، وأنه لم يقتل هذا
الشخص، وبذلك بَطَل سحره.
والحاصل
أن هذا النوع يسمى بالسحر التخييلي، وهو كثيرًا ما يستعمله الدجالون وأصحاب الحيل
من أجل إغواء الناس، ومن أجل أكل أموال الناس بالباطل، ومن أجل الظهور أمام الناس
بالمهارة والقدرة.
وهو
سحر كما حصل في وقت موسى، ﴿يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾
[طه: 66]، وأنهم: ﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ﴾
[الأعراف: 116]، ﴿إِنَّمَا
صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ﴾ [طه: 69].
وقال:
﴿سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ﴾ [الأعراف: 116]، وما قال: «سحروا الناس» لأنه ليس سحرًا
حقيقيًّا، بل قال: ﴿سَحَرُوٓاْ
أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ﴾.
فلا
نغتر بهذا الشيء، أو نقول: هذا من الفنون، أو هذا من الحِرَف التي يتخذها هؤلاء.
لأن هؤلاء شياطين من شياطين الإنس، وما يعملونه سحر ومُنكر.
والواجب
على ولاة الأمور منع هذا الشيء، وخصوصًا في المصايف.
والواجب قتل هؤلاء؛ لأن حدَّ الساحر ضربة بالسيف كما في الحديث.