×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

موسى عليه السلام أنها تسعى وأنها حيات، لكنها في الحقيقة لا تعدو أن تكون حبالاً أو عِصِيًّا، فألقَوا عليها شيئًا من القمرة والتخييل، فصار الناس يرونها كأنها تسعى وكأنها تتحرك.

هذا هو السحر التخييلي، فإذا ما ذهب التخييل عادت الأشياء إلى حقيقتها. وهذا كثير في الناس، يسمونه بالسرك، ويسمونه بالبهلوانيات.

فيأتي الواحد في المحفل أو أمام الناس، فيتظاهر أنه يمشي على حبل، أو أنه يطعن نفسه بالمسامير أو بالسلاح، أو أنه يأكل النار، أو أنه يمشي في النار، أو يمشي على الماء، أو يمشي على خيط، أو أن سيارة تمشي عليه ولا تضره، أو أنه يضرب المسامير في عينيه، أو يجر السيارة بشعره.

وكل هذا سحر باطل، ما جرى منه شيء في الحقيقة، وإنما أمام أعين الناس، بحيث يعمل أشياءً تُخَيِّل إلى الناس الشيء بغير حقيقته، يأخذ الورقة العادية فتتحول إلى أوراق نقدية. وكثيرًا ما يخدعون الناس بهذا، يأتي بأوراق عادية، ويُلقي عليها القمرة والتخييل، فتصبح كأنها أوراق نقود فئة خمسمائة أو مائة أو عشرة أو خمسة، لأجل أن يسرق أموال الناس.

وهذا ما يلعب به هؤلاء في المحافل أو في تجمعات الناس؛ لأجل أكل أموال الناس بالباطل، ولأجل إضلال الناس.

ويسمونه بغير اسمه، يسمونه بهلوانيًّا أو يسمونه سركًا، أو يسمونه أعمالاً رياضية.

وكان رجل يلعب عند أمير من أمراء بني أمية، فيُخَيِّل إلى الناس أنه يَقتل شخصًا ثم يحييه ويقول له: قم. فيقوم. فيُخَيِّل إلى الناس


الشرح