×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وقوله: ﴿مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ [البقرة: 102]: هذا دليل على أن السحر منه ما هو حقيقي له تأثير في القلوب، وتأثير في الأبدان، وتأثير في العقول.

والمحبة التي بين الزوجين محبة شديدة، كما قال الله جل وعلا: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21].

ما بين الزوجين مودة ومحبة خاصة قوية؛ وهي محبة طبيعية لا دينية؛ ولذلك يقترنان ويتآلفان ويعيشان عيشة طويلة؛ لأن الله ربط بينهما بالمحبة القوية.

والساحر يفسد هذه المحبة. وهذا دليل على خطر السحر. ومنه ما هو بالعكس، فيحصل به محبة شديدة بين الاثنين بسبب السحر، وهو ما يسمى بالعطف. الصرف هو العداوة. والعطف هو المحبة.

إذن فالسحر شر، وآثاره سيئة في المجتمع، فكيف يُترك السحرة يعيشون في المجتمع المسلم، وهذا ما يعملون؟!

أولاً: يفسدون العقائد.

وثانيًا: يفسدون الصلة بين الناس، ويُحْدثون بين الناس العداوة والبغضاء.

إذن السحرة يفسدون في المجتمع؛ فلذلك يجب قتلهم وإراحة المجتمع منهم، ولا يجوز السماح لهم في الحفلات وغيرها.

وقوله: ﴿وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [البقرة: 102]، إذن يجب على المسلم أن يعتصم بالله، وأن يستعين بالله، وأن يتوكل على الله، وأن يستعمل الوِرْد في صباحه ومسائه حتى يحفظه الله من كيد السحرة؛ لأنه لا يمكن لهم أن يضر سحرهم وأن يؤثر إلا بإذن الله جل وعلا، أي: بإذن الله الكوني القَدَري، وليس إذنه الشرعي؛ فإنه حَرَّم


الشرح