والشياطين
- لعنهم الله - كانوا في عهد سليمان مهانين، وكانوا مسخرين لسليمان، وكان سليمان
عليه السلام مسلَّطًا عليهم، يسخرهم في الأعمال الشاقة، ويُصَفِّد مَرَدتهم.
فكان
قد سيطر عليهم في مُلْكه؛ لأن الله أعطاه مُلْكًا لم يعطه أحدًا غيره؛ إجابةً
لدعوته عليه السلام لما دعا الله أن يهب له مُلْكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فوهبه
مُلْكًا لا ينبغي لأحد من بعده، ومنه تسخير المردة والشياطين له.
فلما
مات سليمان، قالت بنو إسرائيل: إنَّ سليمان إنما سيطر على الشياطين وعلى المُلْك
بسبب أنه يتعاطى السحر.
وهذا
كذب واضح؛ لأن سليمان نبي، والسحر كُفْر وعمل شيطاني، فلا يليق بالمؤمن أن يستعمل
السحر، فكيف بنبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام؟! لكنهم نسبوه إليه لأجل
التغرير بالناس؛ لأن هذا عمل الشياطين، وعمل الشياطين هو الخداع لبني آدم، فقالوا:
إن سليمان إنما حصل على ما حصل عليه بسبب أنه يستعمل السحر.
حاشى
وكلا أن يكون نبي الله سليمان يستعمل السحر!! ولهذا برأه الله من ذلك، فقال: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ
وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة:
102]، هذا رَدٌّ عليهم، يعني: سليمان لم يستعمل السحر؛ لأن استعمال السحر كفر.
فمعنى
قوله: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ﴾:
أي: لم يستعمل السحر، ولم يتعاطَ السحر كما كذب عليه الشياطين لعنهم الله.
وفي هذا دليل على أن استعمال السحر كفر.