×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وهذه المسألة عظيمة من أصول الشريعة، سد الوسائل التي تُفضي إلى الحرام، وأن مَن نهى عن شيء لفساده وهناك بديل صالح عنه؛ فإنه يأتي بالبديل ويذكر البديل.

ثم قال عز وجل: ﴿وَٱسۡمَعُواْ [البقرة: 104] ما يقول لكم الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن وما يقوله لكم من السُّنة. هذا حثٌّ على التعلم وعلى تَلَقِّي القرآن وتَلَقِّي السُّنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتَلَقِّي الأحكام الشرعية.

ولا يكفي أن الإنسان يسمع، ولكن يعمل بما يسمع؛ فالمراد السماع الذي معه عمل. مثل قوله تعالى: ﴿وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ [التَّغابن: 16]، سمعٌ معه طاعة معه عمل.

فإذا سمعتَ حكمًا شرعيًّا من كتاب الله أو من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنك تعمل به، ولا يكفي سماعه بدون عمل به؛ لأن مَن يسمع ولا يعمل فيه شبه من الذين قال الله فيهم: ﴿قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا [البقرة: 93].

فالمسلم يسمع الخير ويتلقى الخير والتعليم، ثم يعمل به؛ لأن العلم يراد به العمل، لا يراد به العلم لمجرد العلم فقط، بل العلم يراد به العمل.

ثم قال سبحانه: ﴿وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ [البقرة: 104] هذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لمَّا ذكر مقالة اليهود: ﴿رَٰعِنَا [البقرة: 104] يريدون بها تَنَقُّص الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا كفر بالله؛ فمَن تَنَقَّص الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفر، فلو أن أحدًا سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو تَنَقَّصه أو استهزأ به؛ فإنه يرتد عن دين الإسلام، كما قال سبحانه: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ 


الشرح