×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

  إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦ [التَّوبة: 65- 66].

فمَن وَصَف الرسول صلى الله عليه وسلم بالرعونة، أو وَصَفه بصفات النقص، أو سَخِر منه أو من سُنته فإنه يرتد عن دين الإسلام. ومَن يرتد عن دين الإسلام صار كافرًا، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

﴿وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٞ [البقرة: 104] مؤلم موجع. هذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لمن يتنقص الرسول، ومَن يتنقص سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يتنقص المسلمين، بأن له عذابًا أليمًا عند الله.

ثم قال سبحانه وتعالى مُبيِّنًا ما يبطنه الكفار للمسلمين، وأن اليهود ما قالوا هذه الكلمة من فراغ، ما قالوا للرسول: «راعنا» أو: «راعنًا» بالتنوين، ما قالوا هذا إلا مِن كفر عندهم وبُغْض للرسول صلى الله عليه وسلم، وبَيَّن الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ [البقرة: 105].

بَيَّن سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ما يُبطنه لهم الكفار من العداوة المتأصلة والحسد.

أبغض شيء على الكفار المسلمون، وهذا معروف وواقع في كل زمان ومكان، أن الكفار يُبغضون المسلمين بغضًا شديدًا ويحسدونهم على ما آتاهم الله من فضله، بل ما يودون أن يُنزِّل الله من فضله عليهم شيئًا، يريدون أن الله يمنع فضله عن المسلمين بتاتًا، ما يُنزِّل عليهم من شيء من الفضل.

ولو كان الأمر بأيديهم ما وصل إلى المسلمين شيء من الخير أبدًا، ولقطعوا عنهم كل خير بسبب الحسد الذي يغلي في قلوبهم،


الشرح