والمشركون
جمع مشرك، وهو الذي يعبد الله ويعبد غيره. وأما الذي لا يعبد إلا الله عز وجل فهذا
هو الموحِّد. والذي لا يعبد الله أصلاً ملحد ودهري.
وأعظم
نعمة أنعم الله بها على العرب خصوصًا وعلى المسلمين عمومًا - هي بعثة محمد صلى
الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ
إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
واليهود
والمشركون لا يريدون هذا، يُبغضون بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنَّ هذا فضل
الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء.
والله
بَعَث محمدًا صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل عليه السلام، وجَعَله خاتم
النبيين، وجَعَله أفضل الأنبياء والمرسلين، وجَعَل شريعته أفضل الشرائع وأكمل
الشرائع. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
هذا
هو الذي غاظ اليهود، وغاظ النصارى، وغاظ المشركين في بقاع الأرض.
ولا
يزال الكفار بجميع أجناسهم يُبيِّتون هذا الحقد في أنفسهم، ولا يودون أن المسلمين
ينالهم فضل الله عز وجل. هذا شأنهم دائمًا وأبدًا، ليس هذا في زمان مضى وأُمة مضت،
وإنما هذا مستمر إلى يوم القيامة.
ولهذا
الكفارُ دائمًا باختلاف مللهم ينصبون العداوة للمسلمين، ويُخطِّطون الخطط للنَّيل
من المسلمين، ويُخطِّطون المخطَّطات لإفشال المسلمين، وأن لا يكون لهم سلطة في
الأرض.
ولكن يأبى الله، ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التَّوبة: 32]، ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ﴾ [التوبة: 33] يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَُۖ﴾ [التَّوبة: 33].