×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

يقولون: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ [آل عمران: 181].

ويقولون: ﴿يَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ [المائدة: 64].

ويقولون: إن الله لما خلق السماوات، وخلق الخلائق تَعِب واستراح يوم السبت - تعالى الله عما يقولون -.

ولهذا رَدَّ الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ [ق: 38]. أي: من تعب.

واليهود قتلوا أنبياء الله، قال تعالى: ﴿قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [البقرة: 91].

فقتلوا جملة من الأنبياء: قتلوا زكريا عليه السلام. وقتلوا يحيى بن زكريا. وحاولوا قتل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ولكن الله عصمه منهم ورفعه إليه.

وقالوا في   مريم قولاً عظيمًا؛ اتهموها في عِرْضها.

وقالوا: إن المسيح ولد بَغِيٍّ؛ لأنه ليس له أب. يقولون هذا في نبي الله، ورسول الله، وروح الله، عيسى ابن مريم عليه السلام. ويقولون في أمه الصِّديقة مريم قولاً عظيمًا.

وحاولوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات، ولكن الله عصمه منهم.

هذه من فضائح اليهود، ومع هذا لم ينظروا إلى ما عندهم من القبائح، وإلا لو نظروا إلى هذه القبائح وغيرها مما عندهم، لنَكَّسوا رءوسهم حياء وخجلاً، ولم يستطيعوا أن يتكلموا؛ لأن العالَم يعلمون حالهم، ويعلمون ما عندهم من الفضائح والقبائح مما ذكره الله سبحانه وتعالى من ضلالاتهم وكفرياتهم.

ثالثًا: هذا فيه جحود ما مع الخَصْم من الحق، ولا يجوز للإنسان


الشرح