فهذا
تَنَقُّص لله عز وجل. قولهم: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ
وَلَدٗاۗ﴾ [البقرة: 116] هذا تَنَقُّص لله عز
وجل.
ولهذا
نَزَّه نفسه، فقال: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥۖ﴾
[البقرة: 116]، سبحان: معناها: التنزيه؛ لأن هذا تَنَقُّص لله، والله عز
وجل واحد أحد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، سبحانه وتعالى، فنَزَّه عز
وجل نفسه عن ذلك.
ثم
قال: ﴿بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [البقرة: 116]، له ما في السماوات،
والأرض، كلهم مملوكون له، فكيف يكون مملوكه ولدًا له وشبيهًا له؟! تعالى الله عن
ذلك.
وأيضًا:
﴿لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾
[البقرة: 116]، معناه: أنه غنيٌّ لا يحتاج إلى ولد؛ إنما الذي يحتاج إلى
الولد هو المخلوق.
﴿كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ﴾ [البقرة:
116]، أي: مطيعون، كل مَن في السماوات ومَن في الأرض فإنهم مطيعون لله منقادون لله
عز وجل انقياد اضطرار أو انقياد اختيار:
فالكفار
والمشركون والشياطين منقادون لله انقياد اضطرار، لا يخرجون عن تدبيره وعن أمره
سبحانه، لا يخرجون عن قضاء الله وعن قدره، بل تجري فيهم أوامره وأقداره، ولا
يستطيعون التخلص من ذلك، فهم قانتون لله، يعني خاضعون لله، خاضعون لأوامره
الكونية، وتدابيره القدرية تجري عليهم، ولا أحد منهم يستطيع أن يَرُدَّها!! وهذا
قنوت اضطراري.
أما
المؤمنون فإنهم مطيعون لله طاعة اختيارية؛ لأنهم يمتثلون أوامر الله سبحانه وتعالى.
وما
دام أن ما في السماوات وما في الأرض من المخلوقات كلهم قانتون له سبحانه؛ فهو ليس
بحاجة إلى عبيد.
﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [البقرة: 117]، أي: مبدع السماوات والأرض، ومبتدئ خلقهما على غير مثال سبق، أوجدهما من العدم سبحانه وتعالى. هذا يدل على كمال قدرته سبحانه وتعالى.