ولا
قرأ؟ فكيف جاء بهذا القرآن إلا أنه من عند الله سبحانه وتعالى ؟! ﴿قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ
أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرٗا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا
تَعۡقِلُونَ﴾ [يونس: 16].
ثم
قال جل وعلا: ﴿كَذَٰلِكَ
قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ﴾
[البقرة: 118]، وهم اليهود والنصارى، قالوا لرسلهم مثلما قال المشركون لمحمد صلى
الله عليه وسلم، ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا
مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ﴾
[فصلت: 43].
فاليهود
قالوا لموسى عليه السلام: أرنا الله جهرة، فأخذتهم الصاعقة
وهم ينظرون، ثم بعثهم الله سبحانه وتعالى من بعد موتهم. لمَّا قالوا: أرنا الله
جهرة، نزلت عليهم صاعقة فماتوا عقوبة لهم.
والنصارى
قالوا لعيسى عليه السلام: ﴿يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ
عَلَيۡنَا مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِۖ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم
مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 112].
فاليهود
والنصارى تَحَدَّوا رسلهم وقالوا لهم متعنِّتين هذه المقالات الشنيعة.
فإذن
لا يُستغرب من المشركين أن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم: ﴿لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ﴾
[البقرة: 118]، حتى قالوا للرسول: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ
لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا ٩٠ أَوۡ
تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا
تَفۡجِيرًا ٩١ أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا
أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ
وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ
قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا ٩٣﴾ [الإسراء:
90- 93].
تحديات
من المشركين؛ لأنهم لا يريدون الحق. أما مَن يريد الحق فإنه من أول ما يسمع الحق
ينقاد له؛ لأن هدفه الحق.