×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فالأمم الكافرة من المشركين، ومن اليهود والنصارى... وغيرهم الذين لا يريدون الحق - يتعنَّتون هذه التعنتات، ويلتوون هذه الالتواءات.

وأما الذين يريدون الحق فإنهم يقبلونه من أول ما يسمعونه، ولا يعترضون ولا يتأخرون.

 ﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ يُؤۡمِنُونَ ٥٢ وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ ٥٣ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٥٤ [القصص: 52- 54].

﴿قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦٓ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦٓ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ يَخِرُّونَۤ لِلۡأَذۡقَانِۤ سُجَّدٗاۤ ١٠٧ وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا ١٠٨ وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعٗا۩ ١٠٩ [الإسراء: 107- 109].

﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨٣ وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ٨٤ فَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٥٨ [المائدة: 83- 85].

هؤلاء الذين يريدون الحق لا يتعنتون ولا يلتوون، وإنما يقبلونه من أول ما يسمعونه، من الأمم السابقة، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم:

فالصحابة لما سمعوا القرآن وسمعوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم استجابوا له من أول وهلة، وما كابروا ولا عاندوا؛ لأنهم يريدون الحق، والحق واضح، فمَن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد رؤية عَرَف الحق.

وهذا عبد الله بن سَلاَم، من أحبار اليهود بالمدينة، لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة، انجفل الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم - يعني:


الشرح