×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

اجتمعوا حوله - فجاء عبد الله بن سَلاَم. قال: فلما نظرتُ إلى وجهه، عرفتُ أنه ليس بالكذَّاب. بمجرد أن رأى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم عَرَف أنه ليس بالكذاب.

وكان أوَّل ما سمع منه: «يَأَيُّهَا النَّاسُ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلاَمَ، وَصِلُوا الأَْرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ»([1])، فدخل في الإسلام وحَسُن إسلامه، رضي الله عنه.

أما الذين لا يريدون الحق، فمهما جاءتهم البينات فإنهم لن يستجيبوا لها؛ لأنهم ليس هدفهم الحق، وإنما هدفهم اتباع أهوائهم، فهم لا يَقبلون إلا أهواءهم.

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٩٦ وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ ٩٧ [يونس: 96، 97].

﴿وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ [الأنعام: 111].

هذه قاعدة في الناس عمومًا، الذين لا يريدون الحق مهما حاولت معهم من الإقناع ومن البيان، مهما حاولت؛ فإنهم لا يستجيبون لك، ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكۡرَ وَخَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِۖ فَبَشِّرۡهُ بِمَغۡفِرَةٖ وَأَجۡرٖ كَرِيمٍ [يس: 11].

وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم، بأنك لا تحزن عليهم، فهذه طريقة أسلافهم مع مَن قبلك من النبيين - عليهم الصلاة والسلام - فلا تأسف عليهم، وقد أديت ما عليك وبَلَّغتَ.


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد رقم (23784)، والترمذي رقم (2485)، وابن ماجه رقم (1334).