×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة: 120].

فاليهود لا يريدون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والنصارى لا يريدون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وإنما يريدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتبع ملتهم.

فلذلك لا مطمع في دعوتهم وهدايتهم؛ لأن اليهود والنصارى يقولون: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ [البقرة: 111]، ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ [البقرة: 135]، فهم لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا يؤمنون برسالته، وهم يعلمون أنه رسول الله حقًّا، ولكنهم جحدوا ذلك من باب العناد ومن باب الحسد والتكبر.

فالذين يقولون اليوم بحوار الأديان، هذا مكر وخديعة من اليهود والنصارى، يريدون القضاء على الإسلام.

ويريدون أن يُعترف باليهودية والنصرانية، وإذا اعتُرف باليهودية والنصرانية أنهما دين صحيح، فمعنى هذا أنهم يقولون: ديننا هو الحق، ودين الرسول صلى الله عليه وسلم دين محمد هذا غير صحيح. وسيقولون: لا دين إلا دين اليهودية أو النصرانية.

يريدون أن يقضوا على الإسلام بهذه الطريقة؛ لأن الإسلام هو الدين الصحيح، وهو الدين الحق. وأما اليهودية والنصرانية بَعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها نُسخت وانتهى وقتها، فلا دين إلا دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

فكيف نعترف بدين اليهود ودين النصارى مع أنه دين منسوخ ودين مُحرَّف؟! وإنه لا دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هناك دين صحيح غيره، فكيف يقال: «الأديان» ومن جملتها دين الإسلام. وتُجعل في صف واحد، ويُجرى الحوار بين أهلها وهم يقولون: ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ [البقرة: 135]. هذه محاولاتهم، يريدون هذا.


الشرح