والمحافل
والإذاعات، ولكنهم لا يعملون به. فهؤلاء لا يستفيدون من تلاوتهم للقرآن، ولا
يتجاوز القرآن حناجرهم، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا
معنى: ﴿حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ﴾
[البقرة: 121]، حقُّ التلاوة هو العمل به، والتقيد بحدوده، والعمل بأوامره، وتجنب
ما نهى عنه. هذا حق التلاوة.
﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ ۖ﴾
[البقرة: 121]، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾
هذا اسم إشارة للبعيد، والمراد بذلك علو منزلتهم، حيث أشار إليهم إشارة البعيد؛
لعلو منزلتهم ورفعتهم عند الله سبحانه وتعالى، ﴿يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ﴾يؤمنون بالقرآن، فمَن تلاه حق
تلاوته فقد آمن به.
وهذا
فيه دليل على أن الأعمال من الإيمان؛ لأن التلاوة عمل، ووَصَف
الله الذين يتلون القرآن حق تلاوته بأنهم يؤمنون به، فهذا دليل على أن العمل
إيمان.
﴿وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ﴾ [البقرة:
121] هذا مقابل الذين يؤمنون به، يقابلهم من يكفر به.
·
والذين يكفرون بالقرآن أنواع:
فمنهم
من يكفر بالقرآن، بمعنى: يجحد أنه من الله عز وجل، ويقول: هذا إنما هو قول البشر.
أو يقول: هذه أساطير الأولين اكتتبها. أو يقول: هذا من كلام محمد افتراه.
هؤلاء
كفروا بالقرآن، بمعنى: جحدوا نزوله من الله سبحانه وتعالى.
ومن أعظم الكفر بالقرآن من يقول: إن القرآن مخلوق، وليس بمُنزل. الله خلقه في محمد أو خلقه في جبريل أو خلقه في اللوح المحفوظ، لا أن الله تكلم به، وإنما خلقه، فهو كلام الله بمعنى أنه خَلْق الله. كما تقوله الجهمية، والمعتزلة ومَن نحا نحوهم.