×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فهؤلاء يكفرون بالقرآن؛ لأنهم لا يعتقدون أنه كلام الله، حروفه، ومعانيه، وأنه مُنزَّل من عند الله، فالقرآن كلام الله حقيقة، وجبريل عليه السلام مُبلِّغ عن الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم مُبلِّغ عن الله، فهو كلام الله ابتداءً وحقيقة. وأما الرسل: الرسول المَلَكي وهو جبريل، والرسول البشري وهو محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنما هما مُبلِّغان عن الله سبحانه وتعالى، والكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئًا لا إلى من قاله مُبلِّغًا مُؤدِّيًا.

ومِن الكفر بالقرآن: تحريفه عما دل عليه، وتفسيره بغير تفسيره:

·        والمؤوِّلة أصناف:

فمنهم: مَن يؤوِّل أسماء الله وصفاته، ويفسِّرها بغير تفسيرها، ويجحد صفات الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء هم المُعطِّلة.

والله عز وجل يقول: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعراف: 180].

ومنهم: مَن يُحرِّف القرآن ويُؤوِّله لأجل أن يوافق هواه ويوافق ما يشتهي. فإذا جاء القرآن على خلاف رأيه وعلى خلاف ما يشتهيه، صار يلوي الآيات ويُحرِّفها حتى توافق هواه. فهو يريد أن يُخضع القرآن لهواه ورغبته، ولا يريد أن يُخضع هواه ورغبته للقرآن. وهؤلاء هم كل مَن يُحِل ما حَرَّم الله ويُحرِّم ما أحل الله، ويأتي على النصوص التي تعارضه وتَرُد عليه، يأتي عليها بالتأويل، وما أكثر هؤلاء!! فهؤلاء لا يؤمنون بالقرآن؛ لأنهم لو آمنوا به لانقادوا له وأخضعوا آراءهم ورغباتهم وشهواتهم للقرآن.

وهؤلاء يقول الله عز وجل فيهم: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا 


الشرح