×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الله، يعلمون هذا بما أعطاهم الله من الكتاب الذي فيه وصف محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه وصف القرآن العظيم؛ ﴿أَوَ لَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ [الشعراء: 197]، يعلمونه، لكنهم يجحدونه تكبُّرًا وعنادًا وحسدًا.

ثم قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ َ [البقرة: 122]. يُذكِّرهم الله عز وجل بنعمه التي أنعم بها عليهم، وكان الأجدر بهم أن يشكروها، وفي مقدمتها أن الله جعلهم أهل كتاب وأهل علم، فكان الواجب عليهم أن يبادروا بامتثال القرآن، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يتلوا القرآن حق تلاوته.

والمراد بـ ﴿نِعۡمَتِيَ أي: النعم؛ لأن المفرد إذا أضيف يعم، فـ: ﴿ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَأي نعمي التي أنعمتها عليكم.

فالله أنعم على بني إسرائيل بنعم عظيمة:

أولها: أن الله أرسل إليهم كليمه موسى عليه السلام، فآمنوا به وخَلَّصهم الله على يده من عدوهم فرعون الذي كان يسومهم سوء العذاب، يُذبِّح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، ويستخدمهم في أخس الحِرَف. فلما بَعَث الله رسوله وكليمه موسى عليه السلام وآمنوا به، خلَّصهم الله على يده من هذا الطاغية الملحد الذي لا يعرف ربًّا، ولا يؤمن بكتاب، ولا برسول.

ولهذا يقول لهم موسى عليه السلام ما ذكره الله: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ أَنجَىٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ ٦ وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ ٧ [إبراهيم: 6-7].


الشرح