الحفظة،
﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ ۖ﴾
[الكهف: 49].
﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا﴾الذي هو يوم القيامة. ونَكَّره
لتهويله وتفخيمه، وأنه يوم هائل، يوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين، ﴿أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ٤ لِيَوۡمٍ عَظِيمٖ ٥ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
٦﴾ [المطففين: 4- 6]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ
شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا
تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ
حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ
شَدِيدٞ ٢﴾ [الحج:
1، 2]، هذا هو اليوم، يوم ترجعون فيه إلى الله، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا وَلَا
يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ﴾
[البقرة: 123]. هذا اليوم لا يُنجِّي منه إلا التقوى.
والتقوى
معناها: أن تتخذ وقاية تقيك من أخطار هذا اليوم، ومما فيه من
المحاذير. وهذه الوقاية شيء واحد، هي العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى بامتثال
أوامره، واجتناب نواهيه. لا يقي من هذا اليوم إلا طاعة الله سبحانه وتعالى بامتثال
أوامره، واجتناب نواهيه، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بكتاب الله عز
وجل.
وفي
هذا اليوم: ﴿لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن
نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا﴾ [البقرة: 123] هذا واحد، والثاني:
﴿وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ﴾
[البقرة: 123]، والثالث: ﴿وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ﴾
[البقرة: 123]، والرابع: ﴿وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة: 123].
الأمر
الأول: ﴿لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ
شَيۡٔٗا﴾. لا يتحمل عنك أحد من الناس، ولو كان من أقرب الناس، ما
يتحمل عنك شيئًا.
الأمر الثاني: ﴿وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ﴾ [البقرة: 123]، أي: فدية، لو أن الظالم يوم القيامة جاء بفدية ليشتري نفسه،