ورب
العالمين: هو الله سبحانه وتعالى، والرب هو: الخالق،
الرزاق، المربي لعباده بنعمه وبدينه، المحيي، المميت، المدبِّر لشئون عباده،
المالك لهم، المتصرف فيهم، هذا هو الرب.
﴿ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة:
131] فجميع العوالم في السماوات والأرض كلها عبيد لله سبحانه وتعالى، والله هو
ربها، فهو رب العالمين جميعًا، وهو الذي يجب الإسلام له سبحانه وتعالى وعبادته دون
غيره عز وجل وطاعته، وترك ما نهى عنه، هذا هو الإسلام ﴿لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة:
131].
فالذي
يعبد غير الله واتخذ مخلوقًا ضعيفًا ليس له مِنَ الأمر شيءٌ، ليس له مِنَ الربوبية
شيءٌ؛ فقد أسلم لغير رب العالمين.
فالرب
الحقيقي للعالم هو الله عز وجل، وهو الذي يستحق العبادة، وما عداه سبحانه وتعالى
فإنه مخلوق ضعيف مفتقر إلى الله عز وجل، فكيف يتخذ ربًّا وإلهًا، ويترك رب
العالمين؟!
ثم
لم يقتصر على نفسه، كما قال تعالى عنه: ﴿وَوَصَّىٰ
بِهَآ إِبۡرَٰهِۧمُ بَنِيهِ﴾ [البقرة: 132]، وصَّى بهذه الملةِ - ملةِ
التوحيد - بنيه. وصاهم، أي: أمرهم أن يتمسكوا بهذه الملة الحنيفية.
وهكذا
يجب على الآباء أن يوصوا أبناءهم باتباع ملة إبراهيم عليه السلام، التي هي التوحيد
والابتعاد عن الشرك، والابتعاد عن البدع، فيجب على كل أبٍ أن يوصي بنيه بهذه
الوصية. وأكثر الناس غافلون عن ذلك، ولا يهمهم دين أبنائهم وما يكونون عليه مِنْ
بَعْدِهم، إلا مَنْ رحم الله عز وجل.
فإبراهيم عليه السلام مِنْ كمال نصحه وشفقته وصى بنيه بهذه الملةِ الحنيفية؛ لأنها طريق النجاة مِنَ النار، وهي السبب في دخول الجنة، فَمَنْ أفلتت