يده
مِنْ هذه الملة فإنه خاسر في الدنيا والآخرة.
﴿وَيَعۡقُوبُ﴾ [البقرة:
132] يعقوب: حفيد إبراهيم عليه السلام، فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم،
والد بني إسرائيل.
هو
أيضًا وَصَّى بنيه، بني إسرائيل، الذين يتسمون الآن بـ«إسرائيل»، وهم اليهود،
وصَّاهم يعقوب كما وصى جده إبراهيم عليه السلام بنيه.
وبنو
يعقوبَ هم الأسباط الاثنا عشر؛ لأنهم ذرية أولاد يعقوب الاثني عشر، فيعقوب عليه
السلام له اثنا عشر ابنًا، وكل ابنٍ مِنْ هؤلاء الاثني عشر صار له ذرية كثيرةٌ
يسمون بالأسباط، باسم آبائهم.
وقد
وصَّاهم أبوهم يعقوب عليه السلام وصَّى أبناءه الاثني عشر، وهي وصية لأحفادهم مِنْ
بَعْدِهم.
وهذه
الوصية قوله: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ﴾ [البقرة:
132]، أي: اختاره لكم.
و
﴿ٱلدِّينَ﴾ [البقرة: 132]: هو دين الإسلام،
دين التوحيد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، التي خلقتم مِنْ أجلها، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]. هذه وصيةُ إبراهيم عليه السلام وهذه وصية يعقوب لذريتهما، وهي ملة
إبراهيم عليه السلام.
وهذه نعمة عظيمة، إذا مَنَّ الله عليك بالدين ووفقك للدين؛ فهذه أعظم النعم. أما الدنيا فإنها زائلة، لو أعطيت الدنيا كلها فإنها زائلة، وربما أنك لا تسلم مِنْ شرها وفتنتها. أما النعمةُ الباقية فهي نعمةُ الدين، فمَنْ وُفِّق للدين فهو السعيد في الدنيا والآخرة، ومن لم يُوَفّق لهذا الدين فهو الخاسر في الدنيا والآخرة، ولو نال ملك الدنيا، ولو نال جميع أموال الدنيا فإنها لا تنفعه عند الله عز وجل.