قال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ
لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفۡتَدُواْ
بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٞ﴾ [المائدة: 36].
وقال
تعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ
وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾
[الشعراء: 88، 89]، والقلب السليم هو الخالص مِنَ الشرك، الموحِّد لله عز وجل،
المحب لله.
﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 132] هذا أمر
بالوفاة على الإسلام، وهل الوفاةُ على الإسلام باستطاعة الإنسان أو هي بيد الله
سبحانه وتعالى ؟ هي بيد الله سبحانه وتعالى، ولكنَّ المسلم إذا حرص على دينِه ودعا
الله بحسن الخاتمة؛ فإن الله عز وجل يثبته عند الموت، فيموت على الإسلام، قال
تعالى: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ
وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ﴾ [إبراهيم: 27].
فإذا
تمسكت بهذا الدين وحرصت عليه، وسألت الله أن يميتك عليه؛ فإن الله قريب مجيب يجيب
مَنْ دعاه، ولهذا قال يوسف عليه السلام لربه عز وجل داعيًا إياه: ﴿تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ﴾
[يوسف: 101].
فهذا
دعاء بحسن الخاتمة، فأنت تدعو الله أن يميتك على الإسلام، وأن يحسن لك الخاتمة،
وتمسكك بهذا الدين وقت الحياة سببٌ لحسن الخاتمة؛ لأن مَنْ عاش على شيءٍ مات عليه.
وهذا أيضًا يذكِّر الإنسان بالموت، وأنه لا يدري في أي لحظةٍ يموت، فليكن على أحسن حالٍ بأنْ يتمسك بدينه حتى يأتيَه الموت وهو على الإسلام، ويحذر مِنَ الفتن، ويحذر من الغرور، ويحذر مِنَ الغفلة، وإذا أذنب ذنبًا بادر بالتوبة خشية أن يأتيَهُ الموتُ وهو لم يتب.