فالعبرة
بالأعمال وليست العبرةُ بالأنساب، وليست العبرة بالانتماء إلى الشخص أو إلى النبي
أو إلى العبد الصالح، وإنما العبرة بالعمل؛ «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ
يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»([1]).
﴿وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ﴾
[البقرة: 139]، فنحن لا نشتغل بالعصبية والعنصرية، والانتساب للون أو القبيلة
وإنما نعتني بالأعمال، فلا يقرب إلى الله عز وجل يوم القيامة إلا الأعمال الصالحة،
لا ينفعك يوم القيامة أنك ابنٌ لنبي أو أنك ابنٌ لعبد صالح، هذا لا ينفعك عند
الله، وإنما ينفعك عملك.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ﴾
[البقرة: 139] أيضًا العمل لا يُقبل عند الله ولا ينفع إلا بشرطين:
الشرط
الأول: الإخلاص لله عز وجل، الإخلاص لله بأن يكون سالمًا مِنَ
الشرك؛ فإن كان العملُ مخلوطًا بشركٍ فإن الله لا يقبله؛ ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ
وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾
[المائدة: 72]، ﴿لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ
لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾
[الزمر: 65]، هذا شرط، وهو الإخلاص لله عز وجل.
وأنتم - معاشرَ اليهود والنصارى - لم تخلصوا في أعمالكم، بل دخلكم الشرك بالله عز وجل، فاليهود قالوا: عزيز ابن الله، وعبدوا العجل، اتخذوا العجل إلهًا مِنْ دون الله عز وجل حتى في وقت نبيَّيْهِم موسى وهارون عليهما السلام، عبدوا العجل وموسى موجود وهارون موجود، عبدوا العجل مع وجود أنبيائهم، فهم لم يخلصوا عملهم. والنصارى عبدوا المسيح قالوا: المسيح ابن الله أو هو الله أو ثالث ثلاثة. تعالى الله عما
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2699).