×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فأهل السنة والجماعة في هذا الباب يمشون على قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11]. هذا ردٌّ على المشبِّهة، ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، هذا ردٌّ على المعطِّلة.

وكذلك هذه الأمة في باب القضاء والقدر وسط بين الجبرية الذين ينفون قدرة العبد وفعله، ويقولون: إنه مجبر على أفعاله ليس له فيها إرادةٌ ولا مشيئةٌ، وإنما هي تُفعل منه مِنْ غير اختياره، وبين القدرية الذين يقولون: إن العبد يستقل بإرادته ومشيئته، وليس لله إرادةٌ ولا مشيئةٌ في أفعال العباد. تعالى الله عما يقولون.

أهل السنة والجماعة يقولون: إن العبد له مشيئةٌ وله إرادةٌ، فيطيع ويعصي، ويفعل الواجبات باختياره، ويترك المحرمات باختياره وإرادته، ولكنَّ مشيئته وإرادتَهُ مربوطة بمشيئة الله جل وعلا وإرادته، كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التكوير: 29].

ففي قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَفيه ردٌّ على الجبرية؛ حيث إن الله أثبت للعباد مشيئة. وفي قوله تعالى: ﴿إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ردٌّ على القدرية الذين يقولون: إن الله ليس له مشيئة في أفعال العباد ولا إرادةٌ، وإنما هم الذين يفعلونها مستقلين عن إرادة الله ومشيئته، تعالى اللهُ عما يقولون علوًّا كبيرًا.

وكذلك أهلُ السنة والجماعة وسطٌ في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النواصب الذين يبغضون أهل البيت وقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الروافض والشيعة الذين يكفِّرون الصحابة ويكرهونهم ولا يتولون إلا نفرًا يسيرًا منهم.

أهل السنة والجماعة يوالون جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته


الشرح