وأهل
بيته، يحبونهم ويتولونهم، ولا يسبون أحدًا منهم، ولا يبغضون أحدًا مِنْ صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ولا مِنْ أهل بيته الطاهرين المؤمنين، بل يحبونهم لحبِّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم وسطٌ في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأهل بيته بين النواصب والروافض والشيعة، الذين هم على طرفي نقيض في صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
وكذلك
أهل السنة والجماعة وسطٌ في مسائل الإيمان: بين
المرجئة الذين يُخْرِجون الأعمال من الإيمان ويقولون: الأعمال لا تدخل في الإيمان.
وبين الوعيدية والخوارج الذين يكفِّرون بارتكاب الكبائر التي دون الشرك، فالخوارج
يكفِّرون العصاة الذين معصيتهم دون الشرك، والمرجئة يقولون: لا، الأعمال لا تدخل
في الإيمان، مهما عمل الإنسان مِنَ المعاصي ومِنَ الكبائر فإن إيمانَه تامٌّ لا
ينقص ولا تضره المعاصي. بينما الخوارجُ على العكس، يقولون: إن فاعلَ الكبيرة
يَكْفُر، ولو كانت الكبيرةُ دون الشرك. يكفِّرون أهل الكبائر مِنْ هذه الأمة.
أهل
السنة والجماعة وسطٌ - ولله الحمدُ - في هذا الباب، فيقولون:
إن الكبائر التي دون الشرك تنقص الإيمان نقصًا ظاهرًا، ويأثم بها صاحبها إثمًا
عظيمًا. وهذا ردٌّ على المرجئة، لكنه لا يكفر بها ولا يخرج بها مِنَ الدين، هذا رد
على الخوارج. فهم وسطٌ في هذا الباب بين المرجئة الذين يتساهلون في أمر الكبائر،
وبين الخوارج الذين يتشددون في حكم الكبائر ويقولون: إنها تُخْرِج مِنَ الدين،
نسأل الله العافية.
فأهل السنة -ولله الحمد - وسطٌ في هذه الأبواب بين هذه الفرق الضالة، وبين طرفي النقيض في كل مسألةٍ منها؛