×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الذي لا يريد الحق لا عبرة به، ولا يُلتفت إليه؛ لأنك مهما عملت معه فلن يقبل منك؛ لأنه لا يريد الحق.

﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ [البقرة: 150]: فسيقولون وسيقولون وسيبقون على شرِّهم وعلى عنادهم، لكن لا تخشوهم، لا يؤثِّر عليكم قولهم أبدًا، لا تلتفتوا إلى شبهاتهم، لا تخشوهم، ولن يضرُّوكم شيئًا أبدًا ﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي [البقرة: 150]، ﴿وَٱخۡشَوۡنِي: أمرهم الله أن يخشوه عز وجل ولا يلتفتوا إلى الناس.

﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ باتِّباع أقوالهم وشبهاتهم وتتأثَّروا باعتراضاتهم، ﴿وَٱخۡشَوۡنِي باتِّباع أمري، وقد أمرتكم باستقبال الكعبة. فاستقبال الكعبة خشيةٌ لله سبحانه وتعالى، والانصراف عنها معصيةٌ لله.

﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي [البقرة: 150]: وهذا عامٌّ في غير مسألة الكعبة، عامٌّ في أنَّه يجب على المسلم أن يخشى الله ولا يخشى النَّاس، بل يخشى الله سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا ولا يخشى النَّاس، ولا يتأثَّر بأقوال النَّاس، أو يداري، أو يداهن النَّاس، يداهنهم في الحقِّ، لا، هذا لا يُقْبَل ﴿ف فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي [البقرة: 150]، قال تعالى: ﴿أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [التوبة: 13]،  ﴿فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 150].

استقبال الكعبة مِنْ تمام النِّعمة على هذه الأمَّةِ؛ لأنَّ هذه ملَّةُ إبراهيم عليه السلام، فاستقبالها مِنْ تمام نعمة الله على هذه الأمَّة.

﴿وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [البقرة: 150]: إلى الحقِّ، تهتدون مِنَ الضَّلال، فاستقبال الكعبة فيه الهداية مِنَ الضَّلال.


الشرح