×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

العرب ما كان عندهم علمٌ، كانوا جهلةً لا يعرِفون شيئًا، وإنَّما يقلدون اليهود والنَّصارى والمجوس وأصحاب الملل، فلمَّا جاء هذا الرَّسول صلى الله عليه وسلم تعلَّموا العلم النَّافع وصاروا علماء، صاروا أعلم الأرض، فاقوا اليهود والنَّصارى وجميع البشر بالعلم الذي جاء به هذا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.

﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا [البقرة: 151]: القرآن الكريم.

﴿وَيُزَكِّيكُمۡ [البقرة: 151]: يطهِّركم مِنَ الشِّرك، التَّزكية معناها: التَّطهير، يطهِّركم مِنَ الشِّرك.

كذلك كانوا - مع جهلهم - مشركين، والشِّرك نجاسة، كانوا متلطِّخين بنجاسة الشِّرك، فالله عز وجل طهَّرهم مِنْ هذا الشِّرك، وزكَّاهم بالتَّوحيد. هذه نعمةٌ عظيمة، انتقلوا مِنَ الجهل إلى العلم، انتقلوا مِنَ الشِّرك والضَّلال إلى التَّوحيد والعمل الصَّالح.

﴿وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ [البقرة: 151]: ﴿ٱلۡكِتَٰبَ، يعني: القرآن. ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَوهو القرآن العظيم الذي ليس بأيدي الأمم مثله، ولم ينزل على أهل الأرض مثله.

﴿وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ [البقرة: 151]: ما هي «الحكمة»؟ الحكمة هي: سنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّها وحيٌ مِنَ الله سبحانه وتعالى. الأحاديثُ الصَّحيحة هذه هي الحكمة، وهذه هي السُّنَّة، وهي تابعة للقرآن ومفسِّرة للقرآن، ومبيِّنة للقرآن.

﴿وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 151]، قبل هذا القرآنِ وقبل هذه السُّنَّةِ وقبل هذا الرَّسول صلى الله عليه وسلم كنتم لا تعلمون شيئًا، الأمم تضحك عليكم، وتستخفُّ بكم لجهلكم،


الشرح