الأقوال
الأخرى للناس لا تلتفت إليها، الناس يختلفون إلى مذاهب وإلى أقوال، عن اجتهادٍ أو
عن هوًى، يختلفون، فالاختلاف مِنْ طبيعة البشر، ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا
يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ
خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ
وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١١٩﴾ [هود: 118-119]، الاختلافُ
موجود في طبيعة البشر، ولكن الواجب اتباعُ الدليل، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
وإلا
الاختلاف موجود والمذاهب موجودة، وهذه حكمةٌ مِنَ الله عز وجل للابتلاء والامتحان،
ولكنْ علينا أن نرجع إلى الحق ونأخذَ به، ولا نلتفت إلى ما خالفه مِنْ قول فلان أو
قول علان، الحق هو رائدُنا وهو هدفنا، فإذا اتضح فلا خيار لأحد، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن
يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾
[الأحزاب: 36].
يقول
الناس الآن: هذه مسألة فيها خلاف، ما يتعين علينا أننا نأخذ بقول
فلان؛ لأن هناك مخالفًا له، والعلم لا يحجر على فلان، هذه مسألة قال فيها العالم
الفلاني والعالم الفلاني. ويذهب يعدد مذاهبَ، يريد المخرج مِنَ الحق، يريد التخلص
مِنَ الحق إلى أقوال الناس، يحسب أن أقوال الناس تنفعه أو تفيده، هذا نسمعه ونقرؤه
الآن.
يقولون:
هذه المسألةُ فيها خلافٌ، حجاب المرأة فيه خلافٌ، كذا فيه خلافٌ. ثم يذهبون
ويعرضون علينا الخلاف.
نقول: يا جماعة! الذي يعنينا هو الحق، لا يعنينا الخلاف، فمَنْ كان معه الحق اتبعناه وتركنا ما عداه، هذه القاعدة.