﴿فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ﴾
[البقرة: 147]: هذا هو الدين، الدين اتباعُ الحق، اتباع الدليل مِنَ الكتاب
والسنة، وليس الدينُ بالخلاف وأقوال الناس أبدًا.
لو
وكلنا الله إلى الأقوال لضللنا ولضعنا، لكن الله برحمته جعل لنا طريقًا مستقيمًا وهو
الكتابُ والسُّنَّة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي
مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن
سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾
[الأنعام: 153].
ثمَّ
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ﴾ [البقرة: 148]. ﴿وَلِكُلّٖ﴾،
أي: لكلِّ أمَّة. ﴿وِجۡهَةٌ﴾يعني:
قِبْلةٌ إليها يتوجَّهون في عباداتهم، فاليهود لهم قِبْلة، والنَّصارى لهم قبلة،
والمسلمون لهم قِبْلةٌ.
﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ﴾
[البقرة: 148]، أي: متوجِّهٌ إليها. هذا كما في قوله تعالى كما في الآية
السابقة: ﴿وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ
بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ﴾
[البقرة: 145]. أنت لست بتابعٍ قبلتهم؛ لأنك على الحقِّ، والله أمرك بهذه
القبلة، هذا فيه تأييس لهم مِنْ أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم يرجع إلى
قبلتهم.
﴿وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا
تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ﴾ [البقرة: 145]؛ عنادًا وتكبُّرًا.
﴿وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ﴾
[البقرة: 145]؛ لأنَّك على الحقِّ، ولن تترك الحقَّ لأجلهم أبدًا، هذا
تأييس لهم.
﴿وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ﴾
[البقرة: 145]، فإذا كانوا هم مختلفين في القبلة فيما بينهم، فكيف يتَّبعون
قِبْلتك أيُّها الرَّسول؟!
وهنا يقول: ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ﴾ [البقرة: 148]، أي: قبلة.