×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وقيل: معنى قوله: ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌأي: قصدٌ ونيَّة؛ لأنَّ نيَّاتِ النَّاس تختلف، تختلف نيَّاتُهُم ومقاصدهم، فكلٌّ له قصدٌ في عمله خيرًا أو شرًّا.

﴿هُوَ مُوَلِّيهَاۖ [البقرة: 148]، أي: مستقبلها.

فليس العبرةُ بوجود القِبْلة المتعدِّدة عند اليهود أو عند النَّصارى أو عند المسلمين، بل العبرةُ بالقبلة الصَّحيحة، والقبلةُ الصَّحيحةُ هي الكعبة، لماذا هي الكعبةُ؟ لأنَّ الله أمر بالتوجُّه إليها، ما هو عن هوًى مثل اليهود والنَّصارى؛ يتَّبعون أهواءهم، بل عن أمر الله سبحانه وتعالى.

ثمَّ قال عز وجل: ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ [البقرة: 148]: الواجب على المسلم أنْ يُقْبِل على الطَّاعة، ولا يشتغل بالخلافات، ولا يشتغل بالآراء وأقوال النَّاس، لا يشتغل بذلك عنِ العمل؛ لأنَّ بعض النَّاس - أو كثيرًا منهم - إنَّما هَمُّهُم القِيل والقال، قال فلان، وقال فلان، اختلفوا في كذا وقالوا كذا، وليس عنده عملٌ، ولا يهتمُّ بالعمل، وإنَّما همُّه إظهارُ الأقوال والاختلافات، وأمَّا العملُ فلا يهمُّه. هذه صفة أهل الضَّلال، والعياذ بالله.

الله عز وجل قال: ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ [البقرة: 148]، لا تشتغلوا بالآراء والأقوال والوجهات، وإنَّما ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ.

ومِنِ استباق الخيرات: التَّوجُّه إلى الكعبة وامتثال أمر الله سبحانه وتعالى، هذا هو الخير، ولا تلتفت إلى قول فلانٍ أو علاَّن، أو اليهود أو النَّصارى، أو المذاهب الفلانيَّة، عليك أن تهتمَّ بالعمل، اعْرِف الحقّ واعمل بموجبه.


الشرح