قال:
﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ﴾
[البقرة: 148]، وفي آيةٍ أخرى قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ
وَٱلۡأَرۡضُ﴾ [آل عمران:
133]. وفي آيةٍ أخرى قال تعالى: ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ
مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الحديد:
21].
﴿سَابِقُوٓاْ﴾ [الحديد: 21]، ﴿وَسَارِعُوٓاْ﴾ [آل عمران:
133]، معناه: المبادرة بالعمل الصَّالح قبل أن يفوت الأوان؛ لأنَّ عُمرَ الإنسان
محدود وأجلَهُ قريبٌ، وأجله مخفيٌّ عنه، لا يعلم متى يموت، قال تعالى: ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ
بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ﴾ [لقمان: 34].
فعليك
بالمبادرة - أيُّها المسلم - إلى العمل الصَّالح قبل أن يأتيَكَ الموتُ فتحرم مِنَ
العمل، «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ:
مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ
يَدْعُو لَهُ»([1]).
قال
تعالى﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا
رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ
لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ﴾
[المنافقون: 10].
ما
يطلب أجلاً بعيدًا أو يطلب سنين، يطلب أجلاً قريبًا، ﴿قَرِيبٖ﴾ [المنافقون: 10]، يعني: ساعةً.
قال
تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا
رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ
لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ
١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١﴾ [المنافقون: 10، 11].
قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).