×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وإلا لو كان المسلمون منتصرين دائمًا ومحميِّين ولا يتسلط عليهم أحد؛ ما تبين المؤمن الصادق من المنافق.

﴿وَٱلۡجُوعِ [البقرة: 155] والعياذ بالله، وهو: فقد الطعام والشراب اللذين بهما حياة الإنسان، لا يجد الإنسانُ ما يأكل ولا ما يشرب ولا ما يلبس، فيصاب المؤمنون بشيءٍ مِنْ ذلك، وهم مؤمنون مسلمون، يصابون بشيءٍ مِنْ ذلك، والله غني كريم عنده خزائن السماوات والأرض، ولكن يمنع هذا عنهم مِنْ باب الابتلاء والامتحان.

﴿وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ [البقرة: 155]: انتقاص الأموال؛ تُسرق، تغرق في البحار، تصيبها الجوائح التي تتلفها أو تنقصها؛ ليظهر فضل الصابر المحتسب مِنَ الجَزِع الذي لا يصبر، ﴿وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ [البقرة: 155]: يصاب الإنسان بموت قريبه، بموت أبيه، بموت أمه، بموت ابنه، بموت أخيه، بموت حبيبه، بموت أصدقائه، هذا ابتلاء مِنَ الله سبحانه وتعالى.

﴿وَٱلثَّمَرَٰتِۗ [البقرة: 155]: ثمرات النخيل والأعناب والزروع تصيبها الآفات وتصيبها الجوائح، حتى تقل محاصيلها، يكون عندك مزرعةٌ فيها حبوب وفيها ثمار وفيها فواكه؛ تصيبها جائحة فتذهب بما فيها أو تنقصها؛ فإنْ صبرت عوَّضك الله خيرًا منها، وإن جزعت عاقبك الله سبحانه وتعالى بأشد من هذه المصيبة.

ثم قال: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ [البقرة: 155، 156] أيًّا كانت هذه المصيبة: في النفس أو في المال أو في الأقارب أو في الثمرات، إذا أصابتهم مصيبة


الشرح