﴿قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ
أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٩٠ قَالُواْ
تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَٰطِِٔينَ ٩١﴾
[يوسف: 90، 91]، قابلهم بالعفو، لمَّا ذكروا موقفهم منه وإساءتهم إليه وهو قادرٌ
وسلطانٌ ولديه قوةٌ يقدر أن ينتقم منهم، لكن ماذا قال لهم؟ قال: ﴿لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ﴾
[يوسف: 92] استغفَرَ لهم، ﴿وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾
[يوسف: 92].
هذا
الصبر، هذه نتائجُ الصبر:
الصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من
العسل
لا
شك في هذا، ﴿ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ﴾
[البقرة: 153]، هذا واحد.
الثاني:
الصلاة يستعين بها العبد على المشاق لأنها تعينه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ويقول: «يَا بِلاَلُ، أَرِحْنَا بِهَا»([1]).
فيستريح مِنْ هموم الدنيا بالصلاة؛ لأنه يقف بين يدي ربه يدعوه ويناجيه بكلامه،
ويركع ويسجد أمام ربه سبحانه وتعالى؛ فتحل عنه المشاكل والكربات بالصلاة. أقم
الصلاة أرحنا بها.
الصلاةُ
ملجأٌ حصين مِنَ الله سبحانه وتعالى يدخل فيه العبد؛ هربًا مِنْ هموم الدنيا ومِنْ
كيد الأعداء، يدخل فيها على ربه سبحانه وتعالى فيفرِّج عنه كربته ويدحض عنه عدوه.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 153]، الصلاةُ التي هي عند بعض الناس أخفُّ شيءٍ وليس لها قيمة عندهم، وإن صلوها فهي عندهم مِنْ باب العادات، ولا يجدون لها لذة ولا يجدون لها أثرًا؛
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23154)، وأبو داود رقم (4985).