لأنهم
لم يصلوا الصلاة المطلوبة، وهي الوقوف بين يدي الله تعالى بخشوع، قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ
يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾ [البقرة: 45، 46]. فالصلاةُ التي يستعان بها الصلاةُ التي فيها
خشوعٌ بين يدي الله سبحانه وتعالى.
ونظير
هذه الآيةِ في القرآن كثيرٌ، قال تعالى: ﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ
ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ
ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ﴾ [طه: 130]،
فالتسبيح هنا المراد به الصلاة ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ
قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ﴾: هذه صلاة الفجر، ﴿وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ﴾ هذه صلاة العصر﴿وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ﴾
صلاة المغرب والعشاء والفجر، وما يتبع ذلك مِنَ النوافل؛ نوافل الصلاة وقيام الليل
والتهجد.
وقال
سبحانه: ﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا
يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ
٣٩ وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ ٤٠﴾ [ق: 39، 40]، قرن الصلاة مع الصبر
للاستعانة على أذى الكفار، ﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا
يَقُولُونَۖ﴾ [ق: 45]، يعني: الكفار الذين
ضايقوا الرسول صلى الله عليه وسلم.
أمره
اللهُ بالاستعانة بالصبر والاستعانة بالصلاة، ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ﴾ [الحجر:
98]، يعني: صلِّ، قال سبحانه: ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ
يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ٩٨ وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩﴾
[الحجر: 97- 99]، هذا يستعان به على المشاق، ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ﴾،
يعني: بالصلاة في المواقف الصعبة.
فلا
شك أن مَنْ حافظ على الصلوات؛ أن الله سبحانه وتعالى يفرِّج همومه ويكشف غمومه،
وإذا وقع في شدة فإن الله يفرِّج همه.